جهود صينية لتهدئة الاوضاع في شبه الجزيرة الكورية تم اخلاء السكان المدنيين من جزيرة يونبيونج
بدأت الصين جهودا دبلوماسية مكثفة في محاولة لتهدئة التوتر في شبة الجزيرة الكورية بعد أن قالت كوريا الشمالية إن المناورات المشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة نهاية الاسبوع ستدفع بالمنطقة على شفير الحرب. جاء ذلك بعد ثلاثة أيام على أسوأ اشتباكات بين الكوريتين منذ عقود. وقال المسؤولون الصينيون إن الأولوية لديهم هي تجنب تكرار أحداث عنف الثلاثاء الماضي التي شهدت اطلاق قذائف مدفعية على جنوب الجزيرة. وقد رد الكوريون الجنوبيون بإطلاق النار كما أعلنوا عن اجراء مناورات عسكرية مشتركة مع القوات الامريكية ستبدأ الاحد.
"على شفير الحرب"
<blockquote> إن الاولوية الآن هي لإبقاء الوضع تحت السيطرة وضمان عدم تكرار حدوث مثل هذه الاحداث ثانية </blockquote>
من بيان الخارجية الصينية
وقالت بيونج يانج إن هذه المناورات تدفع المنطقة "على شفير الحرب". وقد حثت الولايات المتحدة وقوى أخرى غير مرة الصين -الحليف الوحيد لبيونج يانج- لإستخدام نفوذها لتهدئة الازمة. وطالب الجنرال مايك مولن رئيس هيئة الاركان الامريكية المشتركة الصين باستخدام نفوذها على كوريا الشمالية لدفع بيونج يانج على تغيير سلوكها. وتساءل لماذا لم تقم الصين بذلك حتى الان.كما وصف الزعيم الكوري الجنوبي بانه"فتى لا يمكن الوثوق به". والتقى وزير الخارجية الصيني يانج جيتشي بالسفير الكوري الشمالي، وتحدث هاتفيا مع الوزيرين الامريكي والكوري الجنوبي وفقا لبيان نشرته وكالة شينخوا الصينية الرسمية. وقال البيان: "ان الاولوية الآن هي لإبقاء الوضع تحت السيطرة وضمان عدم تكرار حدوث مثل هذه الاحداث ثانية". ولم ترشح تفاصيل كثيرة عن المحادثات ولم تعلق الخارجية الامريكية على الموضوع حتى الان. وقد قتل اربعة كوريين جنوبيين على الاقل يوم الثلاثاء في القصف الكوري الشمالي لجزيرة يونبيونج. وادت هذه الحادثة الى أن تقوم كوريا الجنوبية بإستبدال وزير دفاعها واخلاء الجزيرة من السكان المدنيين. كما اندلع ذعر آخر بعد ظهيرة الجمعة مباشرة عندما سمعت اصوات اطلاقات مدفعية قرب الجزيرة فهرع الناس إلى الملاجئ. بيد أن الجيش الكوري الجنوبي قال لاحقا إن هذه الاصوات هي نتاج تدريبات كورية شمالية روتينية. وكان الجنرال والتر شارب قائد القوات الامريكية في كوريا الجنوبية في زيارة إلى جزيرة يونبيونج عندما حدث هذا الانذار.
مناورات بحرية
وعد إطلاق قذائف المدفعية الكورية الشمالية أحد اكبر الافعال القتالية منذ نهاية الحرب الكورية 1950- 1953 التي انتهت دون توقيع اتفاقية سلام. وتلقي بيونج يانح باللائمة على كوريا الجنوبية في تسببها في إطلاق النار بسبب اجرائها مناورات عسكرية بالقرب من الحدود في يونبيونج. وحذرت وكالة (KCNA) الكورية الشمالية الرسمية لاحقا من التدريبات العسكرية المقرر اجراؤها في عطلة نهاية الاسبوع.
نشرت الولايات المتحدة قطعا بحرية في البحر الاصفر بينها حاملة الطائرات جورج واشنطن
بيد ان مناورات الايام الاربعة البحرية القادمة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة قد اغضبت كلا من الصين وكوريا الشمالية. وقد حذرت بكين من أي تجاوزات في منطقتها البحرية الاقتصادية التي تمتد لمسافة 320 كم قبالة السواحل الصينية. بيد أن البنتاجون يصر على أنه سبق إبلاغ الصين عن هذه التدريبات العسكرية البحرية كما اكدت انها لاتستهدف الصين. وقال المتحدث باسم البنتاجون الكابتن دارين جيمس ان "هذه المناورة ليست موجهة ضد الصين"، موضحا أنه تم ابلاغ بكين بها. واضاف انه على غرار المناورات السابقة في البحر الاصفر غرب شبه الجزيرة الكورية، "تتخذ هذه العمليات طابعا دفاعيا وتهدف الى تعزيز الردع ضد كوريا الشمالية". وكانت الولايات المتحدة اعلنت عن نشر مجموعة جوية وبحرية تضم خصوصا حاملة الطائرات جورج واشنطن في البحر الاصفر واجراء مناورات مع كوريا الجنوبية تتواصل من الاحد حتى الاربعاء. وقد عززت كوريا الجنوبية عديد قواتها في يونبيونج، وقالت إنها ستغير قواعد الاشتباك لديها للسماح برد أقوى على مثل هذه الحوادث. وقرر مجلس الوزراء الكوري الجنوبي إن قواعد الاشتباك السابقة في الجيش تركز كثيرا على منع التصعيد في الحوادث العسكرية. وقال متحدث رئاسي إن الجنوب سيستخدم مستويات مختلفة من الردود في المستقبل وفقا لطبيعة الهجوم الشمالي ان كان يهاجم اهدافا مدنية أوعسكرية. وجاء هذا التوتر بين الكوريتين بينما يشهد الشمال على ما يبدو اجراءات نقل السلطة من زعيمه كيم جونج-ايل الى نجله كيم جونج –اون.