البرلمان الروسي يقر نصا رسميا يحمل ستالين مسؤولية مجزرة كاتين صورة ارشيف من كاتين عام 1943 تظهر عمالا يبحثون عن جثث قتلى المدفونين
اقر مجلس النواب الروسي (دوما) يوم الجمعة بمسؤولية الزعيم السوفييتي السابق جوزف ستالين عن مجزرة كاتين التي قتل فيها نحو 22 ألفا من الجنود والمدنيين البولنديين عام 1940 خلال الحرب العالمية الثانية. وقالت الدوما في النص الذي اقر ان ستالين امر شخصيا بتنفيذ المجزرة واضعا حدا لعقود من التردد الرسمي بالاعتراف بمسؤولية القيادة السوفيتية عن هذا الحادث. وجاء في الاعلان الذي صوت عليه مجلس النواب ان "الوقائع التي كانت لعقود سجينة الارشيف السري والتي نشرت الآن تظهر حجم هذه الماسأة الفظيعة وتثبت ان جريمة كاتين ارتكبت بأوامر مباشرة من ستالين وعدد من القادة السوفييت". ولكن الحزب الشيوعي الروسي الذي يشكل اقلية في الدوما عارض هذا النص بشدة واصر الكثيرون من اعضائه على ان النازيين هم من ارتكب المجزرة.
ستالين والدعاية السوفييتية لطالما اتهموا النازيين بارتكاب الجريمة
وتجدر الاشارة الى ان الدعاية السوفيتية قد اتهمت لفترة عقود النازيين بارتكاب المذبحة الا انه بات من المعروف ان كاتين، وهي منطقة تقع في غرب روسيا، لم تكن في هذه الفترة تخضع الى سيطرة جيش المانيا النازية.
تحت الاضواء وكان أول المعترفين رسميا بالمسؤولية السوفييتية عن هذه المذبحة امين عام الحزب الشيوعي السابق والزعيم السوفييتي ميخائيل جورباتشوف الذي كان قد اقر قبل انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1990 بالدور الذي لعبه اسلافه في هذه الجريمة. ولكن هذه القضية نادرا ما كانت تبرز بهذا الشكل، الا انها اصبحت تحت الاضواء بعد حادث تحطم طائرة الرئيس البولندي السابق ليخ كاتشينسكي في ابريل/ نيسان الماضي في سمولينسك بروسيا في ابريل/ نيسان 2010 ومقتله هو وجميع ركاب الطائرة من معاونيه وكبار المسؤولين البولنديين بينما كانوا في طريقهم الى كاتين لاحياء الذكرى السبعين للمذبحة. وفي هذا السياق يعتبر تصويت الدوما بمثابة خطوة اضافية على طريق المصالحة الروسية البولندية قبل زيارة مقررة للرئيس الروسي دميتري ميدفيديف للعاصمة البولندية وارسو.